تتسم اختيارات ناهد السباعي دائمًا بالجرأة، لديها شيء مختلف دائمًا يشبهها هي، شخصيتها التي تنعكس مثل انعكاس الصورة في المرآة مع كل دور تقدمه، فلسفتها في أن تكون هي محور مشروعها الفني وليس ما يفرضه السوق والصناعة.
تمردت على «آلية» الإنتاج التي تحول البعض إلى ترس في ماكينة ضخمة، ولهذا تأتى مشاركتها في فيلم «19 ب» متوقعة بل ومتسقة مع شخصيتها الفنية، مغامرة جديدة مع ابنة حارس عقار، فتاة تعانى من القهر وتحاول النفاذ من عالمها الضيق نحو سقف طموحاتها الذى لا يشبه والدها.. ومن هنا كان الصراع حول المخاوف والتمرد والرضا والرغبات محورًا لشخصيتها.
اختيارت ناهد السباعى دائمًا لها فلسفة خاصة،هل اختلفت هذه المرة أم هناك تفاصيل أخرى دفعتك لقبول العمل؟
السيناريو أعجبني جدًا من أول قراءة، ووجدت أنه يتحدث عن أشياء تهمنى جدًا وتخصنى شخصيًا مثل العزلة، وكيف يسعى الشخص فجأة للعزلة والعيش مع حيوانات فقط، ويرفض محاولات الناس لإخراجه من هذه الحياة.
وهذا جذبنى جدا للعمل لأن هذا الشعور أفهمه وشعرت على الرغم من أنى أقوم بدور ابنة الحارس لكنى فى الحقيقة أشعر بما يشعر به، لأنى أعتقد أننا جميعًا شعرنا مثل هذا الشعور من قبل.
كيف مررت بهذا الشعور.. هل تقصدين الرغبة فى البعد عن الأضواء مثلا؟
ليس هذا بالضبط، ولكن أحيانا الضغوط المحيطة بك تدفعك للهرب والرغبة فى العزلة، وهذا يحدث معنا جميعًا، ربما فُرص حدوثه أكبر مع من يعملون فى الفن أو يحاصرون بالأضواء، ولكن هذه الحالة لا تتملكنى شخصيا لأوقات طويلة.
عتاب الابنة الدائم لوالدها بدا وكأنه محور النقاش الدائم بينهما. ألا تعتقدين أن هذا الحوار اختصر العلاقة بينهما فى أمر محدد؟
هى شخصية تحاول النجاة فى حياتها مثل باقى الشخصيات، وتسعى للخروج من حياتها القديمة واكتشاف حياة جديدة، فقد تعلمت بشكل جيد وتعمل عمل مناسب، وتريد أخذ والدها معها فى المكانة أو الوضع التى أصبحت عليه، وهذا شىء طبيعى أنها تريد فعل هذا مع الرجل الذى تعب طوال حياته لكى تصل ابنته لما هى عليه الآن.
كيف كانت كواليس مشهد الشجار والضرب بينك وبين وأحمد خالد صالح؟
حضرنا هذا المشهد بدقة وتحديدًا فى الاجتماع الصباحى يوم التصوير، وفى وقت التصوير تم إعادة المشهد أكثر من مرة لتظهر الضربة بشكل واقعى.
الحيوانات بطل أساسى فى الفيلم، سيد رجب قالى لى إن هذا الأمر لمس قلبه.. فما علاقة ناهد السباعى مع الحيوانات؟
هذه من أهم وأكبر النقاط التى جعلتنى متمسكة بالمشاركة فى الفيلم، لأن حياتى الواقعية بهذا الشكل مع كلابى أو كلاب وقطط الشارع والطيور، فتواجد الحيوانات من أكثر ما احببنى فى الفيلم.
